في هذا المقال سنقدم لكم تحضير النص القرائي عودة القطعان للكاتب و المؤرخ و الصحفي المغربي عبد الكريم غالب من الكتاب المدرسي المفيد في اللغة العربية للسنة الأولى اعدادي.
المجال: االجتماعي واالقتصادي.
المكون: النصوص القرائية.
العنوان: عودة القطعان.
الكتاب المدرسي: المفيد في اللغة العربية.
نص الانطلاق:
عاد قدور من عمله في الحقل وقد بدأت الشمس تميل إلى الغروب، فهو على موعد في الحظيرات التي تتوسطها خيمته؛ مع قطعان النعاج والخراف واألبقار التي تعود من المرعى؛ بعد أن تقضي يومها الشاتي أو القائظ في رعاية أطفال وطفالت وشباب وهبوا حياتهم للرعي، واستمرؤوا عيشهم البائس مع خرافهم وأبقارهم وكالبهم، وقد اتخذوا منها زمالء أو أصدقاء يرعونها و يحنون عليها، ويقاسمونها الحر الالفح والبرد القارس والمطر المنهمر والشمس الساطعة والجذب المقفر والكأل الطافح. قدور يحرص على أن يكون في الحظيرة ساعة رواح الماشية، رغم أنه كان يطمئن إلى فاطنة ويقدر كفاءتها الستقبال األبقار والشياه وإعداد الحظائر، واالهتمام بحلب ما يحلب منها، ولكنه يفضل أن يكون هناك؛ وفي أيام الربيع على األخص، ليستقبل وليدا جديدا أو ليطمئن على أنها عادت سليمة من رحلتها اليومية، وليتلقى » تقارير « الرعاة عن أحداث اليوم: أحداث بسيطة تافهة في كثير من األحيان، ولكنها كل حياة الرعاة وبعض حياةالفلاحين. وطرق قدور باب الخيمة ليجد فاطنة تجلس جلستها التقليدية، وقد احتضنت بين فخديها قصعة تفتل فيها الكسكس لعشاء الضيوف من عائلة الحاج محمد صاحب األرض. كانت تمارس الفتل في إجهاد وسرعة وإتقان، فهي تعرف قيمة الكسكس الطري حينما تقدمه کعشاء للعائلة الضيفة، فهذه الوجبة أحد أطايب األكل عند الحضري حينما يأكلها من صنع البدوية وطهيها. وجلس قدور يستعرض ذكريات اليوم مع فاطنة في انتظار عودة القطعان، ولم يكن لهما من حديث جديد غير حياة العائلة الضيفة في المنزل والحقل، في جوالتها بين الحقول ورحلتها الممتعة إلى العين، وركوب السيدات على الحمير والبغال، وإعجاب األوالد بالدجاج والخراف، ورغبة النساء في جرعات اللبن الحامض والفطائر المدهونة بالزبدة الطرية. وكان للبدو في حياة العائلة الفاسية كثير من التسلية، وكثير من الغرابة التي تثير االستغراب كما تثير الضحك واالستهزاء في كثير من األحيان. ووجود هذه العائلة اآلتية من فاس في الضيعة كان يغير من حياة البدو الرتيبة ويدخل عليها جدة وطرافة، وكان قدور وفاطنة يجدان فيها موضوعا للحديث الطريف يخرجهما من رتابة الحديث عن الحقول والأبقار والسوق.
عبد الكريم غلاب دفنا الماضي (بتصرف)
أولا: تأطير نص عودة القطعان :
1-صاحب النص:
هو الكاتب والمؤرخ والروائي واألديب والصحفي المغربي عبد الكريم غلاب، المزداد سنة 1920بمدينة فاس، تلقى تعليمه األول في المدارس الحرة ثم في كلية القرويين ليلتحق بعد ذلك بكلية اآلداب بجامعة القاهرة سنة 1940 و تخرج منها سنة 1944 ( قسم اللغة العربية(. بدأ ينشر محاوالته في الكتابة عام 1936 ،حيث نشر أول مقال له في مجلة “الرسالة” القاهرية. وواصل في مختلف الميادين األدبية و الثقافية منذ سنة 1947. ألف أكثر من 75 كتابا في الرواية والقصة واألدب والسياسة والفقه الدستوري وتاريخ المغرب. وفاز بجائزة المغرب للكتاب في اآلداب ثالث مرات عن رواياته: دفنا الماضي سنة 1968 المعلم علي سنة 1974 شروخ في المرايا سنة 1994
2 -مصدر نص عودة القطعان:
نص “عودة القطعان” مأخوذ رواية “دفنا الماضي”
3 -نوعية النص:
نص سردي يندرج ضمن المجال االجتماعي واالقتصادي..
ثانيا: ملاحظة نص عودة القطعان:
1 -تحليل العنوان:
- أ- تركيبيا: مركب إضافي من مضاف ومضاف إليه.
- ب- دلاليا: يحيل العنوان على فترة المساء التي تعود فيها قطعان الماشية من المراعي إلى القرية، مما يحيل على كون أحداث النص مرتبطة بالبادية.
2 -التعليق على الصورة:
الصورتان عبارة عن صور فوتوغرافية لمجموعة من األنشطة المرتبطة بالبادية، حيث يظهر في الصورة األولى قطيع من الغنم، فيي حين تظهر في الصورة الثانية امرأة بدوية وهي تقوم بحلب بقرة.
3 -العلاقة بين العنوان والصورة:
علاقة توضيحية، حيث توضح الصور كيفية استقبال القطعان بعد عودتها من المرعى حيث يتم إدخالها إلى الحظيرة ثم حلب ما يمكن حلبه منها.
4 -فرضيات نص عودة القطعان:
من خلال تحليل العتبات نفترض أن النص: سيصف البادية. سيبين الأنشطة التي يزاولها البدويون. سيبين أهمية القطعان في حياة البدوي.
ثالثا: فهم النص:
1 -الشروح اللغوية:
- الشاتي: الممطر.
- القائظ: شديد الحرارة.
- استمرؤوا: تقبلوا.
- الالفح: الحارق.
- الجذب: الجفاف.
- الرتيبة: المتكررة التي لا جديد فيها.
2 -الحدث الرئيسي :
وصف السارد لنشاطات قدور اليومية، واستعداده وزوجته الستقبال عائلة حضرية.
3 -الأحداث الجزئية:
الفقرات
- من بداية النص إلى الفالحين.
- من وطرق إلى وطهيه
- من وجلس إلى آخر النص
المضامين
- عودة قدور من الحقل الستقبال الماشية التي قضت يومها في المرعى رفقة األطفال.
- استعدادات فاطمة لإكرام ضيوفها من عائلة صاحب الأرض.
- تسلية العائلة البدوية بتصرفات الحضرية المثيرة الاستغراب والسخرية.
ثالثا: تحليل نص عودة القطعان الأولى إعدادي :
1 -الشخصيات وصفاتها:
- قدور : بدوي – مهتم بقطعانه –
- فاطنة : بدوية – مكرمة لضيوفها.
- العائلة الفاسية : حضرية – مستمتعة بالبادية
نلاحظ أن الشخصيات تنتمي إلى مجالين مختلفين، هو المجال الحضري والمجال القروي، وبسبب الاختالف بين المجالين كانت الأسرة البدوية تنظر بغرابة إلى تصرفات العائلة الحضرية في البادية.
2 -زمكانية النص:
- الفضاء الزماني : بداية الغروب
- الفضاء المكاني : الحظيرة-الخيمة – الحقل- المرعى
نلاحظ أن الزمن عام، بينما ارتبطت كل األماكن بالقرية.
3 -قيم النص:
قيمة اقتصادية: التكامل االقتصادي بين القرية والمدينة.
خامسا: تركيب نص عودة القطعان الأولى إعدادي .
يتحدث السارد عن شخصية قدور وهو رجل بدوي يزاول نشاطاته اليومية في الحقل وفي الحظيرة الستقبال مواشيه العائدة من المرعى، إال أنه اليوم كان يستعد الستقبال الحاج محمد وعائلته، وهو صاحب األرض التي يشتغل فيها قدور، وقد تعودت زوجته على إعداد الكسكس للعائلة الحضرية التي تجد في حياة البادية تسلية، وفي طعامها لذة ال شبيه لها فيي أطعمة المدينة، أما قدور وزوجته فقد كانوا يجدون في تصرفات العائلة الحضرية في البادية تسلية تكسر رتابة حديثهم اليومي. ويعالج النص قضية التكامل االقتصادي بين القرية والمدينة.
لا تترددوا في معاودة زيارة موقع استاذنا للاطلاع على جديد المقالات و الدروس و الملخصات، ولا تبخلوا علينا بنشر مواضيعنا على مواقع التواصل الاجتماعي و مشاركة الموقع مع اصدقائكم، نتمنى لكم النجاح و التوفيق والسداد!
شكراً على اختيارك لموقع استاذنا.
المصادر : https://www.jab4arab.com/2020/01/9ot3an.html